استقرت أسعار النفط قرب أدنى مستوى في ستة أسابيع حيث ساعدت البيانات الاقتصادية الصينية الإيجابية في تخفيف المخاوف بشأن الطلب في أكبر مستورد في العالم، قبل اجتماع "أوبك+" هذا الأسبوع.
جرى تداول خام برنت فوق 81 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 1.5% يوم الجمعة ليسجل انخفاضاً أسبوعياً ثالثاً، مع اقتراب غرب تكساس الوسيط من 77 دولاراً. نمت الأرباح الصناعية في أكبر اقتصاد في آسيا بوتيرة أسرع على أساس سنوي في يونيو مقارنة بمايو، مما يدل على مرونة التصنيع.
يظل الخام أعلى على نحو محدود هذا العام، بمساعدة انضباط العرض من "أوبك+" والتوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من خفض تكاليف الاقتراض. ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي الأميركي قراراً بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء.
يجتمع أعضاء رئيسيون في منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها عبر الإنترنت بعد يوم واحد، مع انقسام السوق بشأن ما إذا كانت المجموعة ستغير مستويات الإنتاج.
كما سيراقب المتداولون التطورات في الشرق الأوسط، بعد أن هاجمت إسرائيل أهدافاً لحزب الله يوم الأحد وهددت بمزيد من الانتقام لهجوم صاروخي سابق أسفر عن مقتل 12 طفلاً، بينما استمرت في الإشارة إلى أنها منفتحة على هدنة مقترحة في غزة.
وقال فيفيك دار، المحلل في كومنولث بنك أوف أستراليا في ملبورن: "أثرت المخاوف بشأن اقتصاد الصين بشكل عام على أسعار السلع الأساسية للطاقة.. ومع ذلك، من المرجح أن تفسح مخاوف الطلب المجال للمخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط في وقت مبكر من هذا الأسبوع" مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وزادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر -الأكثر نشاطاً- بنسبة 0.45% إلى 80.64 دولار للبرميل في تمام الساعة 08:07 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم سبتمبر بنسبة 0.38% أو ما يعادل 29 سنتاً إلى 77.45 دولار للبرميل.
وأوضح "توشيتاكا تازاوا" محلل الأسواق في "فوجيتومي سكيورتيز" في تصريح لوكالة "رويترز"، أن القلق من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط أدى لحدوث موجة شراء جديدة للنفط، لكن مخاوف ضعف الطلب الصيني حدّت من ارتفاع الأسعار.
حيث أنهت العقود الأكثر نشاطاً لخامي برنت ونايمكس تعاملات الأسبوع الماضي منخفضة بنسبة 1.8% و3.7% على الترتيب، وأظهرت بيانات رسمية صدرت في 20 يوليو هبوط واردات الصين من النفط 11% في النصف الأول من العام الجاري.
وفيما يتعلق بالطلب، أثارت بيانات صادرة في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أظهرت أن إجمالي واردات الصين من زيت الوقود انخفض بنسبة 11% في النصف الأول من عام 2024، مخاوف بشأن مستقبل الطلب على نطاق أوسع في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وفي الوقت نفسه، أضافت شركات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي منصات للنفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثاني على التوالي، مما عزز العدد الشهري بأكبر قدر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حسبما ذكرت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة يوم الجمعة.
من جانبه، قال المدير العام لتسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عمان سابقا علي الريامي، إن المخاطر الجيوسياسية واتساع رقعة الصراع بالمنطقة وراء تذبذب أسعار النفط.
وتوقع الريامي، في مقابلة مع "العربية Business"، أن يشهد الربع الأخير من 2024 طلباً قويا على النفط من الصين.