ارتفاع النفط وسط أنباء عن خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج ومؤشرات إيجابية للمفاوضات الأمريكية الصينية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في بداية جلسات التداول الآسيوية يوم الخميس، بعد موجة من الخسائر الحادة في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع في ظل تفاعل الأسواق مع تقارير تشير إلى نية تحالف "أوبك+" تسريع وتيرة زيادة الإنتاج خلال شهر يونيو، للشهر الثاني على التوالي، وسط ترقب لتحركات الجانبين الأمريكي والصيني بشأن الرسوم الجمركية، وبيانات مفاجئة عن المخزونات الأمريكية.

أداء أسعار النفط اليوم

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، المقررة في يونيو، بنسبة 1.04% لتسجل 66.81 دولاراً للبرميل عند الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت تركيا. في الوقت ذاته، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.16% لتصل إلى 63.00 دولاراً للبرميل.

يأتي هذا الانتعاش الطفيف بعد أن منيت الأسعار بخسائر كبيرة تجاوزت 2% خلال الجلسة السابقة، متأثرة بتقارير تفيد بأن عدة دول أعضاء في تحالف "أوبك+" تدرس تقديم مقترح بتسريع زيادة الإنتاج النفطي للشهر الثاني على التوالي في يونيو، في ظل تزايد المخاوف بشأن تراجع الإمدادات من إيران.

خلفية قرار أوبك+ المحتمل وتسارع وتيرة الإنتاج

وفقًا لتقارير وكالة "رويترز"، فإن هناك دراسة جدية داخل "أوبك+" لتقديم اقتراح يهدف إلى تسريع زيادة الإنتاج، في أعقاب القرار السابق الذي نص على رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر مايو.

ويأتي هذا التوجه على الرغم من استمرار المخاوف المتعلقة بقدرة السوق على استيعاب المعروض المتزايد، خاصةً مع احتمال تقلص الإمدادات الإيرانية نتيجة التطورات الجيوسياسية والعقوبات الأمريكية الجديدة.

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

التوترات الأمريكية الصينية ومؤشرات على مفاوضات قريبة

تلقت أسعار النفط دعمًا معنويًا من مؤشرات على تقارب محتمل في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 50%، في محاولة لتهيئة الأجواء لمفاوضات تجارية جديدة.

وأكد البيت الأبيض هذه الأنباء، موضحًا أن الرئيس "ترامب" يعتزم فتح باب المفاوضات مع بكين، وهو ما يُنظر إليه كسيناريو قد ينعش الآمال بعودة النشاط التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يعزز التوقعات بزيادة الطلب على النفط.

وفي نفس السياق، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في تصريحات إعلامية إن الرسوم الجمركية الحالية لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، مشيرًا إلى إمكانية تخفيضها قبل بدء المفاوضات التجارية، دون تقديم تفاصيل حول النسبة المحتملة للتخفيض.

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن أي خفض في الرسوم لن يكون أحادي الجانب، مما يشير إلى تمسك واشنطن بتحقيق مكاسب مقابلة في المفاوضات.

بيانات مفاجئة حول المخزونات الأمريكية

أظهرت البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بشكل غير متوقع بمقدار 244 ألف برميل، لتصل إلى 443.1 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 18 أبريل، وهو ما جاء مخالفًا لتوقعات المحللين الذين رجحوا سحبًا قدره 770 ألف برميل.

في المقابل، سجلت مخزونات البنزين والمقطرات انخفاضًا حادًا فاق التوقعات، حيث تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 4.5 مليون برميل، متجاوزة بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض يبلغ 1.4 مليون برميل فقط.

كما انخفضت مخزونات المقطرات، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.4 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض طفيف لا يتجاوز 30 ألف برميل وتشير هذه البيانات إلى أن الطلب المحلي في الولايات المتحدة قد يشهد تحسنًا، ما يخلق توازنًا نسبيًا مع ارتفاع مستويات المخزون الخام.

ملف إيران النووي وتأثيره المحتمل على السوق النفطية

في سياق متصل، تستعد الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثالثة من المحادثات مطلع الأسبوع المقبل حول اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران النووي، وهو ما تراقبه الأسواق عن كثب بحثًا عن مؤشرات على احتمالية تخفيف العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية.

في المقابل، زادت حدة التوتر بين الطرفين بعد أن فرضت واشنطن يوم الثلاثاء حزمة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني. وردًا على ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية هذه الخطوة بأنها "تعبير عن انعدام حسن النية والجدية" من جانب الإدارة الأمريكية في الحوار الدبلوماسي.

من شأن أي انفراجة في المحادثات الأمريكية الإيرانية أن تؤدي إلى تدفق مزيد من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، مما قد يشكل ضغطًا نزوليًا على الأسعار، خاصة في ظل التوجه نحو زيادة المعروض من قبل "أوبك+".

خلاصة المشهد: حالة ترقب وتوازن دقيق بين العوامل السياسية والاقتصادية

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يواجه سوق النفط توازنًا هشًا بين قوى العرض والطلب، مدفوعًا بعوامل جيوسياسية، وقرارات إنتاجية مرتقبة من "أوبك+"، وبيانات اقتصادية من الولايات المتحدة، إلى جانب التوترات التجارية العالمية.

وبينما يترقب المستثمرون وضوح الرؤية فيما يتعلق بمستقبل العلاقات الأمريكية الصينية والملف النووي الإيراني، تبقى تحركات أسعار النفط مرهونة بأدنى تغير في موازين القوى على الصعيدين السياسي والاقتصادي.