- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- اليورو يقترب من أعلى مستوياته منذ 4 سنوات وسط ضعف الدولار وتصاعد الخلاف بين ترامب وباول
اليورو يقترب من أعلى مستوياته منذ 4 سنوات وسط ضعف الدولار وتصاعد الخلاف بين ترامب وباول

سجل اليورو ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي مع افتتاح التداولات الأوروبية يوم الثلاثاء، مواصلاً مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، ومدعومًا بالتراجع المستمر في أداء العملة الأمريكية.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد الهجوم السياسي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، وسط مخاوف من تصاعد الحرب التجارية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد.
أداء اليورو اليوم
سجل اليورو ارتفاعًا جديدًا أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث واصل العملة الأوروبية الموحدة سلسلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي. وجاء هذا الارتفاع في ظل ضعف مستويات العملة الأمريكية، وهو ما دفع اليورو للتداول بالقرب من أعلى مستوى له منذ نحو أربع سنوات، مدفوعًا بالمستجدات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
وتفيد البيانات بأن اليورو ارتفع بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.1541 دولارًا، مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.1513 دولارًا، فيما سجل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1.1481 دولارًا.
وكان اليورو قد أنهى تعاملات يوم الاثنين مرتفعًا بنسبة 1.1% مقابل الدولار الأمريكي، محققًا ثاني مكسب يومي على التوالي، في ظل فقدان ثقة متزايد بالعملة الأمريكية نتيجة التطورات السياسية الأخيرة.
شهد مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، تراجعًا ملحوظًا بأكثر من 0.2% خلال تعاملات الثلاثاء، ليواصل خسائره للجلسة الثالثة على التوالي.
وبلغ المؤشر مستوى 97.92 نقطة، مقتربًا من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، ما يعكس استمرار ضعف العملة الأمريكية نتيجة الضغوط السياسية المتزايدة، لاسيما بعد تصريحات حادة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
هجوم جديد من ترامب على باول يثير القلق في الأسواق
صعّد الرئيس السابق دونالد ترامب هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث نشر منشورًا مثيرًا للجدل على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، وصف فيه باول بـ"الخاسر الأكبر"، وطالبه باتخاذ قرار فوري بخفض أسعار الفائدة.
وحذر ترامب من تباطؤ اقتصادي محتمل إذا لم يتم خفض الفائدة على وجه السرعة، ما أثار موجة من الجدل والقلق في الأوساط الاقتصادية حول استقلالية السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وتفاقمت حدة التصريحات بعد أن كشف كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، أن الرئيس وفريقه يدرسون بالفعل إمكانية إقالة جيروم باول، وذلك بعد يوم فقط من تصريح ترامب بأن "إقالة باول لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية".
وتأتي هذه التصريحات العدائية في أعقاب تلميحات من باول الأسبوع الماضي بأن البنك المركزي الأمريكي لا يرى مبررًا فوريًا لخفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن اتخاذ مثل هذا القرار يعتمد على مدى وضوح تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على التضخم.
مخاوف الأسواق من فقدان استقلالية الاحتياطي الفيدرالي
أثارت التصريحات المتكررة من ترامب، وسعيه لإقالة باول، مخاوف كبيرة في الأوساط المالية والاقتصادية من التأثير على استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
وفي هذا السياق، صرّح إريك كوبي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "نورث ستار لإدارة الاستثمارات"، بأن هناك حالة "جمود خطيرة" بين ترامب وباول، محذرًا من أن أي محاولة لاستبدال رئيس الاحتياطي الفيدرالي قد تؤدي إلى "ذعر حقيقي" في الأسواق، خاصة في سوق الدولار.
وأضاف كوبي أن "كل يوم لا تُبرم فيه صفقات تجارية لتخفيف الضغط يولّد قلقًا مستمرًا"، مشيرًا إلى أن استمرار سياسات ترامب بصورتها الحالية قد تكون "مدمرة للاقتصاد الأمريكي".
ومن جانبه، أشار جوزيف كابورسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي، إلى أن "كلما زادت التكهنات بشأن فقدان استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع خطر هبوط الدولار الأمريكي".
وأوضح كابورسو أن الأمر قد يتطلب موجة بيع جديدة في سوق السندات الأمريكية أو سوق الأسهم لإجبار ترامب على التوقف عن هذه التصريحات التي تهدد استقرار النظام المالي.
أنظار الأسواق تتجه نحو لاجارد وتصريحات المركزي الأوروبي
في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية المتزايدة، يترقب المستثمرون حول العالم تصريحات كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، والتي من المقرر أن تُدلي بها في مقابلة حصرية مع قناة "سي إن بي سي" في تمام الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش.
ومن المتوقع أن تتناول لاجارد في حديثها آخر التطورات الاقتصادية في منطقة اليورو، بالإضافة إلى تأثير أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الحرب التجارية العالمية التي تلقي بظلالها على معدلات النمو والتضخم.
وكانت لاجارد قد صرحت في وقت سابق بأن الرسوم الجمركية الأمريكية تمثل "صدمة سلبية على الطلب"، مؤكدة أن التأثير على النمو الاقتصادي سيصبح أكثر وضوحًا بمرور الوقت، في حين أن التأثير الصافي على التضخم لا يزال غير محسوم.
مؤشرات الأسهم الأوروبية
شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تراجعًا ملحوظًا في بداية تعاملات يوم الثلاثاء، بعد عودتها من عطلة عيد الفصح، حيث أثرت التوترات التجارية والاقتصادية على ثقة المستثمرين.
وتراجع المؤشر الأوروبي "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.65% ليصل إلى مستوى 503 نقاط، في تمام الساعة 10:39 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، متأثرًا بضعوط من قطاعات التكنولوجيا، والسيارات، والسفر، والترفيه.
في المقابل، استقر مؤشر "فوتسي 100" البريطاني عند 8270 نقطة، بينما انخفض مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 0.75% ليصل إلى 7230 نقطة، كما تراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.5% ليصل إلى 21097 نقطة.
وتستمر حالة القلق في الأسواق العالمية مع تصاعد الحرب التجارية، وتجدد انتقادات ترامب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يدفع المستثمرين إلى الترقب الحذر قبل اتخاذ قراراتهم، انتظارًا لما ستكشف عنه بيانات ثقة المستهلكين في منطقة اليورو المرتقبة خلال اليوم.
خاتمة
يأتي ارتفاع اليورو وتراجع الدولار في ظل مرحلة دقيقة تشهد فيها الأسواق العالمية تقلبات حادة بسبب التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، والتصعيد المستمر بين ترامب وباول، إلى جانب حالة الترقب لتوجهات البنك المركزي الأوروبي. ومن المرجح أن تؤثر تصريحات لاجارد وبيانات ثقة المستهلكين بشكل كبير على حركة الأسواق خلال الفترة المقبلة، في ظل ترقب المستثمرين لأي مؤشرات حول اتجاهات السياسات النقدية في كل من أوروبا والولايات المتحدة.