- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الين يرتفع لأعلى مستوى في 7 أشهر واليورو يرتفع أمام الدولار لأعلى مستوى منذ 3 أعوام
الين يرتفع لأعلى مستوى في 7 أشهر واليورو يرتفع أمام الدولار لأعلى مستوى منذ 3 أعوام

شهدت الأسواق المالية العالمية بداية أسبوع حافلة بالتقلبات، حيث ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوى له في سبعة أشهر، بينما عزز اليورو مكاسبه أمام الدولار الأمريكي ليصل إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات تأتي هذه التحركات في ظل تزايد المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى اضطرابات في الأسواق العالمية.
الين الياباني يرتفع لأعلى مستوى في 7 أشهر
ارتفع الين الياباني في السوق الآسيوية يوم الاثنين، موسعًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليسجل أعلى مستوى له في سبعة أشهر.
جاء هذا الصعود نتيجة تسارع عمليات شراء العملة اليابانية كملاذ آمن، مع تضرر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي بسبب خطط الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة الاحتياطي الفيدرالي، مما أثار الشكوك حول استقلالية أكبر بنك مركزي في العالم.
أظهرت بيانات أواخر الأسبوع الماضي تجدد الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية في البنك المركزي الياباني، مما أدى إلى ارتفاع احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية في مايو المقبل.
أداء الأسواق المالية اليوم
الدولار يتراجع وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي
تراجع الدولار الأمريكي يوم الاثنين، مع انخفاض ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي مجددًا، بسبب خطط الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هبط الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات مقابل اليورو، وسجل أدنى مستوى له في 7 أشهر مقابل الين كما انخفض بنسبة 0.9% مقابل الفرنك السويسري مع بداية الجلسة الآسيوية، في ظل استمرار تفاقم أزمة الثقة في الدولار.
اليورو يعزز مكاسبه أمام الدولار
ارتفعت العملة الأوروبية أمام نظيرتها الأمريكية، لتلامس أعلى مستوياتها خلال 3 أعوام، مع تضرر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، في ظل عدم اليقين بشأن السياسات التجارية والنقدية.
وخلال تعاملات الاثنين، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 1.25% إلى 98.15 نقطة، بينما ارتفع اليورو بنسبة 1.3% إلى 1.1545 دولار، وهو أعلى مستوى له أمام الدولار منذ نوفمبر 2021.
الجنيه الإسترليني والعملات الأخرى
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8% إلى 1.34 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر الماضي. وبلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له منذ الأول من أكتوبر عند 1.3339 دولار، وسجّل الدولار الأسترالي أعلى مستوى له في شهرين عند 0.6396 دولار.
كما تراجع الدولار بنسبة 0.9% مقابل الفرنك السويسري إلى 0.8119، في حين ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.46% ليصل إلى 0.5964 دولار.
البيتكوين تقفز وسط الاضطرابات
ارتفعت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى لها منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "يوم التحرير" وفرض الرسوم الجمركية، وذلك في ظل تراجع الدولار بسبب تجدد المخاوف بشأن مساعي ترامب لعزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وسجلت البيتكوين، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، ارتفاعًا بنحو 3% لتتجاوز حاجز 87,600 دولار صباح الاثنين. وبذلك تمحو معظم الخسائر التي تكبدتها منذ إعلان ترامب في 2 أبريل عن رسوم جمركية متبادلة، والتي تسببت في اضطراب واسع بالأسواق العالمية.
ويأتي هذا الارتداد في الوقت الذي انخفض فيه كل من الدولار وعقود مؤشرات الأسهم الأميركية الآجلة يوم الاثنين، بعدما أثارت انتقادات ترامب للاحتياطي الفيدرالي قلقًا بشأن استقلاليته. وسجل مؤشر الدولار أدنى مستوى له منذ يناير 2024 بعد تصريح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، يوم الجمعة بأن ترامب يدرس إمكانية عزل باول.
تزامن تعافي البيتكوين مع ارتفاع جديد في أسعار الذهب، والتي وصلت إلى مستوى قياسي جديد، مما يعكس طلب المستثمرين المتزايد على الأصول الآمنة والتحوط ضد التضخم.
وقال شون ماكنولتي، رئيس تداول المشتقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة FalconX للوساطة الرقمية: "ضعف الدولار هو المحرك الأساسي لارتفاع العملات المشفرة"، مضيفًا أن "السيولة الضعيفة بسبب العطلات" في أسواق العملات الرقمية "تُضخّم من حركة الأسعار".
قفزت البيتكوين فوق حاجز 87 ألف دولار خلال ساعات الصباح في آسيا، فيما سجلت عملات أخرى مثل كاردانو (ADA)، وبي إن بي (BNB)، وإكس آر بي (XRP)، وإيثيريوم (ETH) ارتفاعات وصلت إلى 1.5%. وأدى هذا الصعود إلى محو كامل للتراجعات التي شهدتها العملات الرقمية منذ يوم الخميس، حيث ارتفع سولانا (SOL) بنسبة 5.2% خلال الأسبوع الماضي.
استقلالية الاحتياطي الفيدرالي تحت المجهر
صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، يوم الجمعة بأن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة إمكانية إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وذلك بعد يوم واحد فقط من تصريح ترامب بأن إقالة باول "لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية" ودعوته الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.
قال رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في آسيا باستثناء اليابان في بنك ميزوهو "فيشنو فاراثان": "رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لا يتبع ترامب بشكل مباشر، لذا لا يمكن لترامب إقالته".
وأوضح فاراثان: "لا يمكن إقالة باول من منصبه إلا بموجب إجراءات معينة يُعتقد أنها ذات عوائق أعلى، ولكن هل يستطيع الرئيس تحريك الأمور لتقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي المزعومة؟ بالتأكيد، يمكنه ذلك".
وأضاف فاراثان: "أرى أنهم ليسوا بحاجة حتى لإقالة باول فورًا. يكفي خلق انطباع بأنه يمكن تغيير النظرة إلى استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بشكل جذري".
وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو بنك في سنغافورة "تشارو تشانان": "الأسواق متوترة بالفعل بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية، والآن تتزايد المخاوف من أن تدخل ترامب المحتمل في شؤون الاحتياطي الفيدرالي قد يضيف مزيدًا من عدم اليقين".
وأضاف تشانان: "أي مؤشرات على وجود ضغط سياسي على السياسة النقدية قد تقوض استقلال الاحتياطي الفيدرالي، مما يؤدي إلى تدهور ثقة المستثمرين في قدرة البنك المركزي الأمريكي على اتخاذ قرارات قائمة على أسس اقتصادية بحتة، وليس وفقًا لأجندات سياسية".
أسواق الأسهم والمؤشرات الآجلة تحت الضغط
تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملات يوم الإثنين، حيث انخفضت عقود مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%، في حين تراجعت عقود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.4%، وسط تنامي القلق من اضطرابات في السياسة النقدية الأمريكية، بالإضافة إلى حالة الترقب لبيانات اقتصادية هامة ستصدر في وقت لاحق من الأسبوع، تتعلق بالنمو الاقتصادي والتضخم.
وقد عززت هذه الضغوط الاتجاه النزولي في أسواق الأسهم الآسيوية أيضًا، حيث سجل مؤشر "نيكي 225" الياباني انخفاضًا بنسبة 1.2%، بينما تراجع مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ بنسبة 1.5%. وأدى تنامي حالة العزوف عن المخاطر إلى تحوّل المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الين والذهب والبيتكوين.
الذهب يحقق مستويات قياسية جديدة
ارتفعت أسعار الذهب مجددًا لتسجل مستوى قياسي جديد خلال تداولات الإثنين، مدعومة بتراجع الدولار وتصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاوف من احتمال تراجع استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. بلغ سعر الذهب الفوري 2,395 دولارًا للأوقية، بينما وصلت العقود الآجلة للذهب إلى 2,420 دولارًا للأوقية، وهي أعلى مستويات يتم تسجيلها على الإطلاق.
وأكد المحللون أن ارتفاع الذهب لا يعكس فقط تزايد الطلب على الأصول الآمنة، بل أيضًا تراجع الثقة بالسياسات النقدية الأمريكية، وهو ما يدفع المستثمرين نحو التحوط من التضخم واحتمالات خفض أسعار الفائدة مستقبلًا.
السياسات التجارية والجمركية تثير قلق الأسواق
أعلنت إدارة الرئيس ترامب مؤخرًا عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية المتبادلة، وصفها ترامب بـ"يوم التحرير"، ما تسبب في اضطراب واسع بالأسواق العالمية وأدى إلى موجة بيع مكثفة في الأسهم والعملات المرتبطة بالأسواق الناشئة.
ويخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه السياسات إلى إشعال حرب تجارية جديدة، لا سيما مع الصين، ما يهدد بتباطؤ في النمو العالمي ويدفع البنوك المركزية في العالم إلى تبني سياسات أكثر تحفيزية، الأمر الذي قد يزيد من الضغوط التضخمية ويضعف العملات الرئيسية.
نظرة مستقبلية
في ظل هذه التطورات، تبقى النظرة المستقبلية للأسواق العالمية غير واضحة، حيث سيتعين على المستثمرين متابعة مستجدات الساحة السياسية الأمريكية عن كثب، خاصة فيما يتعلق بإمكانية تدخل الرئيس في شؤون الاحتياطي الفيدرالي.
كما أن توجهات الأسواق خلال الفترة المقبلة ستكون رهينة بمزيج من العوامل: مسار التضخم، توجهات البنوك المركزية، تصاعد التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى تطورات السياسات التجارية الأمريكية.
وإذا استمرت هذه العوامل في الضغط على الدولار، فمن المرجح أن نشهد مزيدًا من الصعود للعملات الأخرى، واستمرار الزخم الصعودي في البيتكوين وسوق العملات المشفرة، إلى جانب الذهب كملاذات آمنة.