- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار النيوزيلندي يسجل أعلى مستوى في 2025 مدعومًا بتراجع توقعات خفض الفائدة
الدولار النيوزيلندي يسجل أعلى مستوى في 2025 مدعومًا بتراجع توقعات خفض الفائدة

سجّل الدولار النيوزيلندي ارتفاعًا جديدًا خلال تداولات السوق الآسيوية يوم الثلاثاء، مواصلاً مكاسبه أمام نظيره الدولار الأمريكي لليوم الخامس على التوالي، في ظل تحسّن المعنويات العالمية وتراجع المخاوف من تصاعد التوترات التجارية، ما عزز الطلب على العملات المرتبطة بالسلع، فيما يترقب المستثمرون توجهات السياسة النقدية للبنوك المركزية.
أداء الدولار النيوزيلندي اليوم
شهد الدولار النيوزيلندي ارتفاعًا ملموسًا مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية خلال تعاملات الثلاثاء في السوق الآسيوية، حيث واصل تقدمه أمام الدولار الأمريكي للجلسة الخامسة على التوالي، ليسجل بذلك أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2024، وتحديدًا عند 0.5915 دولار أمريكي، في أقوى أداء له خلال عام 2025 حتى الآن.
وجاء هذا الصعود القوي مدعومًا بعدة عوامل، أبرزها التحسن العام في المعنويات داخل الأسواق المالية العالمية، إلى جانب تراجع المخاوف المرتبطة بالنزاعات التجارية، في أعقاب قرارات مفاجئة من الإدارة الأمريكية تتعلق بإعفاءات جمركية مؤقتة على عدد من المنتجات التكنولوجية الحيوية.
في خطوة أثارت التفاؤل في الأسواق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلسلة من الإعفاءات الجمركية التي شملت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى مكونات إلكترونية أساسية مثل أشباه الموصلات، وهي المنتجات التي تُعد من أعمدة سلاسل التوريد العالمية.
وقد أصدرت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية تعليمات جديدة مساء الجمعة 11 أبريل 2025، نصّت على استثناء هذه المنتجات من الرسوم الجمركية العقابية، في إطار محاولة لتخفيف التصعيد في الحرب التجارية، والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الماضية.
وتُعد هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية بمثابة تهدئة مؤقتة للأسواق، خاصة بعد أن أعلن ترامب عن تعليق تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم الدول، ما عزز التوقعات بإمكانية التوصل إلى حلول تفاوضية مستقبلية، وفتح الباب أمام استقرار أكبر في الأسواق الدولية.
تأثير مباشر على الدولار النيوزيلندي: صادرات وبيانات إيجابية
استفاد الدولار النيوزيلندي بشكل مباشر من هذه التطورات، خاصة وأن نيوزيلندا تُعد من أبرز الدول المصدّرة للسلع، لاسيما إلى الصين – أكبر شريك تجاري لها. وقد ساهمت البيانات القوية الأخيرة بشأن الصادرات الصينية في دعم التوقعات بتحسّن الطلب الخارجي على المنتجات النيوزيلندية، مثل منتجات الألبان.
وأنهى الدولار النيوزيلندي تعاملات يوم الإثنين مرتفعًا بنسبة 0.9% مقابل الدولار الأمريكي، محققًا بذلك رابع مكسب يومي متتالٍ، في أطول سلسلة صعود منذ أوائل مارس، مما يعكس تزايد ثقة المستثمرين في الأداء الاقتصادي للبلاد، وتعافي الطلب العالمي.
نظرة تفصيلية على الأداء السعري للدولار النيوزيلندي
-
سعر صرف الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي اليوم:
ارتفع بنسبة 0.75% ليصل إلى مستوى 0.5915 دولار أمريكي، وهو الأعلى منذ 29 نوفمبر 2024، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 0.5872 دولار، فيما سجّل أدنى مستوى خلال اليوم عند 0.5861 دولار.
في سياق آخر، ساهمت التطورات الأخيرة في تقليص التوقعات بشأن توجه بنك الاحتياطي النيوزيلندي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 28 مايو 2025. فقد انخفضت احتمالات قيام البنك بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من نحو 90% إلى 60% فقط، في ظل تفاؤل الأسواق بتحسّن المؤشرات الاقتصادية.
ومن المقرر أن تصدر هذا الأسبوع بيانات التضخم الفصلية في نيوزيلندا، والتي ستكون حاسمة في تحديد توجهات السياسة النقدية المقبلة، حيث ينتظر المستثمرون معرفة مدى استمرار الضغوط التضخمية، وما إذا كانت تستدعي تدخلًا إضافيًا من البنك المركزي.
الدولار الأمريكي تحت الضغط.. واليورو والين يستفيدان
في المقابل، واجه الدولار الأمريكي موجة من التذبذب خلال تعاملات الثلاثاء، متأثرًا بالضبابية المحيطة بالسياسة التجارية الأمريكية وقد بقي الدولار قريبًا من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات مقابل اليورو، ومن أدنى مستوياته في ستة أشهر أمام الين الياباني.
وسجّل الدولار تراجعًا طفيفًا مقابل الين الياباني ليصل إلى 142.99 ين، مقتربًا من أدنى مستوياته المسجلة يوم الجمعة عند 142.05 ين. أما اليورو، فقد تم تداوله عند 1.136 دولار، دون أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1.1474 دولار، والذي بلغه الأسبوع الماضي.
كما ارتفع الدولار بنسبة 0.2% أمام الفرنك السويسري، لكنه لا يزال منخفضًا بنحو 8% منذ بداية الشهر، في طريقه نحو تسجيل أكبر خسارة شهرية منذ ديسمبر 2008.
استمرار حالة عدم اليقين... وتراجع في ثقة المستثمرين
تعاني الأسواق من حالة من الترقب والحذر، نتيجة لتذبذب السياسات الجمركية الأمريكية. فقد أدت القرارات المتكررة بفرض ثم تعليق الرسوم الجمركية إلى حالة من الإرباك بين المستثمرين، ما زاد من الضغوط على الدولار الأمريكي.
وقال "كيران ويليامز"، رئيس تداول العملات في شركة InTouch Capital Markets، إن الضبابية المستمرة حول التوجهات السياسية، وتآكل ثقة المستثمرين، تؤدي تدريجيًا إلى تحويل السيولة بعيدًا عن الأصول المقومة بالدولار.
تهدئة نسبية في الأسواق وسط ترقب لتصريحات الفيدرالي
ساهمت تعليقات مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تهدئة الأجواء، حيث أشار بعضهم إلى أن البنك المركزي قد يدرس خفض أسعار الفائدة إذا استمرت تداعيات الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي، رغم بقاء معدلات التضخم مرتفعة.
ووفق بيانات مجموعة بورصات لندن (LSEG)، يتوقع المستثمرون خفضًا إجماليًا بمقدار 86 نقطة أساس في أسعار الفائدة الفيدرالية خلال ما تبقى من عام 2025.
وانخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى مستوى 99.641، مقتربًا من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، وسط توقعات بأن يسجل المؤشر تراجعًا شهريًا بأكثر من 4%، وهو أكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر 2022.
خلاصة:
تحركات الدولار النيوزيلندي القوية تعكس مزيجًا من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، بدءًا من الإعفاءات الجمركية الأمريكية التي خففت التوترات التجارية، وصولاً إلى تقلص توقعات خفض الفائدة النيوزيلندية، ما يعكس التفاعل الإيجابي للأسواق مع أي مؤشرات على استقرار عالمي.
في المقابل، لا يزال الدولار الأمريكي تحت ضغط تراجع الثقة وتذبذب السياسات، ما يُبقي الأنظار مركّزة على البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.