- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يتداول بالقرب من أدنى مستوياته في 4 سنوات بسبب مخاوف الركود وزيادة المعروض
النفط يتداول بالقرب من أدنى مستوياته في 4 سنوات بسبب مخاوف الركود وزيادة المعروض

تشهد أسواق النفط العالمية تقلبات حادة مع اقتراب الأسعار من أدنى مستوياتها في أربع سنوات، متأثرة بعوامل متشابكة تهدد استقرار السوق. فمن ناحية، تثير التصعيدات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مخاوف من ركود اقتصادي عالمي قد يُضعف الطلب على الطاقة.
ومن ناحية أخرى، تساهم قرارات تحالف "أوبك+" بزيادة الإمدادات بوتيرة متسارعة، بالإضافة إلى احتمالات تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران، في تفاقم مخاوف الفائض المعروض.
في هذا السياق، تبرز توقعات "غولدمان ساكس" التحذيرية، التي تشير إلى وجود فائض قد يصل إلى 800 ألف برميل يومياً في 2025، ويزيد إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2026، مما قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض كما تُسلط التقارير الضوء على تراجع الطلب العالمي المتوقع، خاصة مع تباطؤ النمو في قطاعات حيوية مثل البتروكيماويات.
التطورات الحالية في سوق النفط
تداول خام "برنت" القياسي العالمي قرب 64.6 دولار للبرميل بعد خسائر أسبوعية متتالية، فيما ظل خام "غرب تكساس" الوسيط فوق 61 دولاراً.
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب علّق الرسوم الجمركية على مجموعة من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، إلا أنه أشار أيضاً إلى أن تعريفات محددة سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
تعرّضت أسعار النفط لضغوط خلال أبريل، إذ أجّجت الحرب التجارية –وخاصة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين– المخاوف من ركود عالمي قد يضر بالطلب على الطاقة وبالتزامن مع ذلك، قرر تحالف "أوبك+"، إعادة إنتاج متوقف إلى السوق بوتيرة أسرع من المتوقع. وقد جددت التداولات المتقلبة المخاوف بشأن احتمال تجاوز المعروض العالمي من النفط حجم الطلب خلال العام الجاري.
المفاوضات مع إيران
سيركز المتعاملون على تقرير "أوبك" الشهري المرتقب صدوره في وقت لاحق اليوم الاثنين، للحصول على مؤشرات حول الظروف الأساسية في السوق، في حين تصدر "الوكالة الدولية للطاقة" ومقرها في باريس تقديراتها يوم الثلاثاء، والتي تتضمن أول توقعاتها للعام 2026.
كتب محللون في "غولدمان ساكس" من بينهم دان سترايفن في مذكرة: "رغم أن السوق أخذت في الحسبان جزءاً من الزيادة المتوقعة في المخزونات، إلا أننا نتوقع فوائض كبيرة في 2025"، وقدّروا وجود تخمة بنحو 800 ألف برميل يومياً هذا العام. وتوقّعوا أن يبلغ متوسط سعر خام "برنت" 63 دولاراً لبقية عام 2025.
في غضون ذلك، قد تفتح تهدئة التوترات مع إيران الباب أمام تحسّن الإمدادات لأكبر مشترٍ في العالم، وهي الصين.
وشهدت المحادثات التي جرت في سلطنة عُمان في عطلة نهاية الأسبوع، أول تواصل رفيع المستوى بين الجانبين منذ عام 2022، وأشارت إلى جهود متجددة لحلّ الجمود القائم منذ سنوات بشأن برنامج إيران النووي. وقد اتفقت واشنطن وطهران على عقد لقاء آخر.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
توقعات غولدمان ساكس لسوق النفط
تواجه سوق النفط العالمية "فوائض كبيرة" في العامين الجاري والمقبل، مع تأثر نمو الطلب على النفط الخام سلباً بالحرب التجارية، وتخفيف أوبك+ لقيود الإمدادات، وفقاً لـ"غولدمان ساكس غروب".
يُتوقع أن تشهد سوق النفط العالمية فائضاً في المعروض يبلغ 800 ألف برميل يومياً في عام 2025، وفائضاً أكبر بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في عام 2026، وفقاً لما كتبه محللون لدى بنك الاستثمار، بما في ذلك دان سترويفن، في مذكرة.
توقّع بنك غولدمان ساكس أن تتراجع أسعار النفط خلال ما تبقّى من العام الحالي وحتى عام 2026، مدفوعة بارتفاع مخاطر الركود وزيادة الإمدادات من تحالف "أوبك+".
ويرجّح البنك أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 63 دولاراً للبرميل، في حين يسجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 59 دولاراً للبرميل خلال بقية عام 2025، على أن ينخفضا إلى 58 و55 دولاراً للبرميل على التوالي في عام 2026.
وفي ظل التوقعات الضعيفة للنمو العالمي نتيجة الحرب التجارية المتصاعدة، توقّع بنك غولدمان ساكس أن يرتفع الطلب على النفط بنحو 300 ألف برميل يومياً فقط، وذلك بين نهاية العام الماضي ونهاية عام 2025.
خفّض بنك غولدمان ساكس توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في الربع الرابع من عام 2026 بمقدار 900 ألف برميل يومياً منذ منتصف مارس آذار، نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
قال بنك غولدمان ساكس إن أسعار خام برنت قد تتراجع إلى نطاق 40 دولاراً للبرميل في عام 2026، وربما تنخفض إلى ما دون هذا المستوى في حال شهد العالم تباطؤاً اقتصادياً واسع النطاق أو في حال تم التراجع بالكامل عن تخفيضات "أوبك+" الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً.
مخاوف من الركود العالمي
بلغ سعر النفط الخام أدنى مستوى له في أربع سنوات هذا الشهر، حيث أثارت الحرب التجارية -وخاصة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين- مخاوف من ركود عالمي من شأنه أن يضر بالطلب على الطاقة. وقد ساهم قرار أوبك+ المفاجئ بإعادة الإنتاج المتوقف بسرعة أكبر من المتوقع في تفاقم النظرة السلبية.
كتب المحللون: "رغم أن السوق قد وضعت في الحسبان بالفعل بعض الزيادات المستقبلية في المخزونات، فإننا نتوقع فوائض كبيرة في عامي 2025 و2026 تثقل كاهل الأسعار أكثر". وأضافوا أنه يُتوقع حالياً أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولاراً للبرميل خلال الفترة المتبقية من هذا العام، وفق سيناريو أساسي يفترض عدم وجود ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وزيادة طفيفة في إمدادات أوبك+.
وأضافوا أن الطلب العالمي سيرتفع بمقدار 300 ألف برميل يومياً فقط هذا العام، مع تسجيل تباطؤ أشد في لقيم البتروكيماويات.
خفض أميركي للتوقعات
في الأسبوع الماضي، خفضت الولايات المتحدة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى حوالي 900 ألف برميل يومياً في عام 2025. وهذا أقل بنحو 400 ألف برميل من تقديرات الشهر الماضي. ومن المقرر أن تُصدر أوبك تحليلها الشهري في وقت لاحق من يوم الاثنين، على أن تُصدر وكالة الطاقة الدولية تحليلها يوم الثلاثاء.
انخفضت العقود المستقبلية لخام برنت متراجعة 13% منذ بداية هذا العام. في الأسابيع الأخيرة، كان "غولدمان ساكس" من بين البنوك البارزة التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، واحتمال زيادة الإمدادات مع التحول في موقف أوبك+.