الذهب يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية هامة

يتجه الذهب نحو تسجيل مكاسب أسبوعية جديدة، مدفوعًا بحالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسات التجارية المتقلبة للولايات المتحدة. يأتي ذلك وسط تراجع الدولار وانتظار الأسواق صدور بيانات الوظائف غير الزراعية، والتي قد يكون لها تأثير مباشر على قرارات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.

أداء أسعار الذهب 

استقرت أسعار الذهب يوم الجمعة وسط ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة، حيث عززت التوترات التجارية وعدم اليقين بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية من جاذبية المعدن النفيس ومن المتوقع أن ينهي الذهب الأسبوع بمكاسب، حيث ساهمت الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم الأسعار.

وصرح كونال شاه، رئيس الأبحاث في "نيرمال بانغ كوموديتيز" في مومباي، قائلاً: "الأسواق تنتظر محفزات جديدة لتحديد الاتجاه القادم، خاصة مع استمرار الحرب التجارية... ولكن لا تزال التوقعات تجاه الذهب إيجابية للغاية."

التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية تدفع الذهب للصعود

أعلن ترامب يوم الخميس تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها هذا الأسبوع بنسبة 25% على معظم السلع المستوردة من كندا والمكسيك، وهو ما ساهم في تقلبات الأسواق المالية. أثار هذا القرار مخاوف المستثمرين بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

وأشار محللون إلى أن:

• استمرار التوترات التجارية يعزز الطلب على الذهب.

• التوقعات بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي تدفع الدولار نحو الانخفاض، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية.

• حالة عدم اليقين بشأن التضخم تدعم استمرار الاتجاه الصاعد للذهب.

أداء الدولار الأمريكي وتأثيره على الذهب

يحوم مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بالقرب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى ساعدت سياسات ترامب الاقتصادية، التي زادت من حالة عدم اليقين في الأسواق، على ارتفاع الذهب بأكثر من 10% منذ بداية العام.

ترقب بيانات الوظائف غير الزراعية وتأثيرها

تنتظر الأسواق المالية تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والذي من المقرر صدوره عند الساعة 16:30 بتوقيت الرياض. وتشير توقعات استطلاع أجرته وكالة "رويترز" إلى إضافة 159,000 وظيفة جديدة خلال شهر فبراير.

هذا التقرير قد يكون حاسمًا في تحديد توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث إن أي تراجع كبير في بيانات التوظيف قد يدفع البنك المركزي إلى إعادة النظر في سياسته النقدية، مما قد يدعم أسعار الذهب.

أداء الذهب خلال الجلسات الأخيرة

الذهب عند التسوية يوم الخميس

أنهت أسعار الذهب تعاملات الخميس على استقرار بعد أن محا المعدن الأصفر خسائره اليومية، وسط تقييم المستثمرين لآخر التطورات التجارية وقرارات السياسة الاقتصادية.

• العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل استقرت عند 2926.6 دولار للأوقية.

• شهدت الأسعار ارتفاعًا على مدار الثلاث جلسات الماضية، مما يعكس استمرار الطلب القوي على الذهب.

أسعار الذهب الفورية اليوم

• الذهب الفوري سجل 2,914 دولار للأوقية عند الساعة 10:00 بتوقيت تركيا.

• حقق الذهب مكاسب أسبوعية بلغت 1.7% حتى الآن.

• العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 0.18% إلى 2,921 دولار للأوقية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

• الفضة الفورية تراجعت بنسبة 0.1% إلى 32.58 دولار للأوقية.

• البلاتين ارتفع بنسبة 0.2% إلى 968.78 دولار للأوقية.

• البلاديوم صعد بنسبة 0.1% إلى 943.67 دولار للأوقية.

تحليل الخبراء وتوقعات الذهب

قال جيم ويكوف، كبير محللي السوق في "Kitco Metals": "نرى بعض عمليات جني الأرباح الطفيفة بعد المكاسب الأخيرة، ولكن الأساسيات لا تزال صعودية. أحد العوامل التي تضغط على الذهب هو ارتفاع عائدات السندات."

عائدات السندات وتأثيرها على الذهب

ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، مما أدى إلى انخفاض جاذبية الذهب كأصل لا يدر عوائد.

من جانبه، أشار فؤاد رزاق زادة، محلل الأسواق في "City Index" و"FOREX.com": "هناك احتمال متزايد لخفض معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي أكثر مما هو مقدر حاليًا، وسط ضعف البيانات الاقتصادية. هذا يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين للأسواق، وهو ما قد يدفع الذهب إلى مواصلة مساره الصاعد نحو مستوى 3000 دولار للأوقية."

يستمر الذهب في الاستفادة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المحيطة، حيث سجل أعلى مستوى له عند 2956.15 دولار للأوقية في 24 فبراير. ومع استمرار عدم اليقين العالمي، تزداد التوقعات بإمكانية وصول الأسعار إلى 3000 دولار في المستقبل القريب.

خاتمة : بينما يترقب المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية وتأثيره على السياسة النقدية الأمريكية، تظل العوامل الداعمة للذهب قوية. التوترات التجارية، تباطؤ الاقتصاد، وتوقعات خفض الفائدة، جميعها تدفع بالمعدن الأصفر نحو تسجيل مزيد من المكاسب. مع استمرار هذه العوامل، يبقى السؤال: متى سيصل الذهب إلى 3000 دولار للأوقية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن الاتجاه القادم للأسواق.