- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يتداول بالقرب من أعلى مستوى له في 5 أشهر متأثراً بالعقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الروسي
النفط يتداول بالقرب من أعلى مستوى له في 5 أشهر متأثراً بالعقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الروسي
شهدت أسعار النفط استقرارًا بالقرب من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، متأثرة بموجة جديدة من العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الروسي، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
في بداية تعاملات الأسواق اليوم الثلاثاء، تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، لكنها ظلت قريبة من أعلى مستوياتها خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث استمر المشترون من الصين والهند في البحث عن موردين جدد في ظل العقوبات الأمريكية المشددة المفروضة على النفط الروسي. وتعتبر هذه العقوبات الأشد حتى الآن من قبل إدارة الرئيس جو بايدن.
أداء العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس
سجلت العقود الآجلة لخام برنت 80.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:50 بتوقيت تركيا، فيما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78.40 دولار للبرميل. وحققت الأسعار مكاسب بلغت نحو 2% خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركتي "غازبروم نفت" و"سورغوتنفتيغاز"، إضافة إلى 183 ناقلة تعمل ضمن ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي.
أشد العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الروسي
فرضت الولايات المتحدة عقوبات هي الأوسع نطاقًا على الإطلاق على قطاع النفط الروسي، حيث استهدفت كبار المصدرين وشركات التأمين وأكثر من 150 ناقلة نفط. ومن المتوقع أن تتخذ دول الاتحاد الأوروبي خطوات مماثلة عبر إدخال المزيد من القيود على الغاز الطبيعي وتعزيز تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الروسي.
التوترات الكندية الأمريكية ودورها في تعزيز أسعار النفط
جاء هذا الارتفاع في الأسعار بعد تصريحات رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية، دانييل سميث، التي أشارت إلى استعداد كندا لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على النفط، دون أي استثناءات، بمجرد تولي دونالد ترامب منصبه. يُذكر أن أكثر من نصف واردات الولايات المتحدة من النفط الخام تأتي من كندا، ومعظمها من مقاطعة ألبرتا.
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن هذه الإجراءات قد تُكلف روسيا مليارات الدولارات شهريًا. ووفقًا لمحللين في بنك "آي.إن.جي"، فإن فرض العقوبات على جزء كبير من أسطول الناقلات الروسية سيؤدي إلى صعوبة التحايل على سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع. وقد تُسحب هذه العقوبات ما يصل إلى 700 ألف برميل يوميًا من السوق، مما يبدد الفائض المتوقع لهذا العام.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
توقعات بنك غولدمان ساكس لأسعار النفط
من جانبه، ذكر بنك غولدمان ساكس أن أسعار خام برنت قد تتجاوز 85 دولارًا للبرميل في المدى القريب، مع احتمال وصولها إلى 90 دولارًا إذا تزامن انخفاض الإنتاج الروسي مع انخفاض الإنتاج الإيراني. ومع ذلك، فإن ضعف الطلب من الصين، التي تعد مستوردًا رئيسيًا للنفط، قد يخفف من تأثير انخفاض المعروض في السوق.
وأظهرت بيانات رسمية صادرة يوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت في عام 2024 للمرة الأولى منذ عقدين، باستثناء فترة جائحة كوفيد-19.
توقعات المحللين حول التأثيرات المستقبلية
رغم هذه التوقعات، يرى المحللون أن التأثير الفعلي قد يكون أقل حدة، إذ سيجد المشترون والبائعون طرقًا بديلة للتحايل على العقوبات. ويتوقع روبرت ريني، رئيس استراتيجية السلع الأساسية والكربون في بنك "ويستباك"، أن تؤثر الإجراءات الجديدة على حوالي 800 ألف برميل يوميًا من صادرات النفط الخام الروسية لفترة طويلة، بالإضافة إلى 150 ألف برميل يوميًا من صادرات الديزل.
وأضاف ريني أن أسعار خام برنت قد تقترب من 85 دولارًا للبرميل نتيجة لهذه التطورات، مشيرًا إلى احتمالية تمديد تخفيضات الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+".
دعوات أوروبية لخفض سقف أسعار النفط الروسي
في سياق متصل، دعت ست دول أوروبية الاتحاد الأوروبي إلى خفض سقف الأسعار المفروض على النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة المنقولة بحرًا من روسيا، والذي يبلغ حاليًا 60 دولارًا للبرميل. وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليص قدرة روسيا على تمويل الحرب في أوكرانيا.
بداية قوية لأسعار النفط في العام الجديد
شهدت أسعار النفط بداية قوية خلال العام الحالي، حيث ارتفعت بنحو 10% مع زيادة مخاطر العرض في السوق، مدعومة بانخفاض المخزونات الأمريكية والطقس البارد الذي أدى إلى زيادة الطلب.
وفي ظل عدم وضوح التأثير الكامل لحزمة العقوبات الأمريكية الأخيرة، قد تضطر الأسواق إلى إعادة توجيه التدفقات العالمية، حيث يسعى المستخدمون في آسيا، بما في ذلك المصافي في الهند والصين، إلى إيجاد بدائل للإمدادات الروسية.
اضطرابات محتملة في أسواق النفط
ظهرت بالفعل بعض العلامات المبكرة على الاضطرابات المحتملة، إذ صرح مسؤول هندي كبير بأن السفن الخاضعة للعقوبات لن يُسمح لها بالتفريغ في البلاد. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الناقلات مع تزايد المخاوف من تناقص عدد السفن المتاحة لنقل النفط.
في سياق متصل، اشترى المشترون الصينيون شحنات فورية من النفط الخام من الإمارات وعمان عبر مناقصات، مما يعكس زيادة الطلب في ظل تضاؤل الإمدادات الروسية.
تشير المؤشرات التي تراقبها الأسواق إلى أن السوق يشهد تضييقًا ملحوظًا، حيث ارتفع الفارق الفوري لخام غرب تكساس الوسيط – وهو الفرق بين أقرب عقدين – إلى 1.55 دولار للبرميل في نمط "باكورديشن" صعودي، وهو الأعلى منذ أغسطس مقارنة بفجوة تقل عن 50 سنتًا في نهاية العام الماضي.
ختام : في ضوء هذه التطورات، تبقى أسعار النفط تحت ضغط شديد بين عوامل العرض والطلب، حيث يتعين على الأسواق التكيف مع التغيرات الجيوسياسية والعقوبات المفروضة على روسيا، وسط توقعات بزيادة التقلبات في الأشهر المقبلة ومع استمرار الصين والهند في البحث عن موردين بديلين، من المتوقع أن يستمر التركيز على كيفية تأثير هذه العقوبات على الإمدادات العالمية واستقرار الأسعار.