الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين بفضل المشتريات الصينية وسياسات التحفيز

استئناف مشتريات المركزي الصيني

بعد توقف دام ستة أشهر، استأنف البنك المركزي الصيني شراء الذهب في نوفمبر، مما ساهم في تعزيز الأسعار. يأتي هذا القرار بعد سلسلة مشتريات استمرت 18 شهرًا متتالية وانقطعت في مايو الماضي. وفقًا للمحللين، قد تؤدي عودة البنك للشراء إلى تعزيز الطلب المحلي من المستثمرين الصينيين، الذين شهدوا تراجعًا في الإقبال على المعدن خلال الفترة الماضية.

سياسات الصين: تحفيز النمو ودعم الاستقرار

أكدت الحكومة الصينية في بيان سياسي أنها ستتبنى سياسة نقدية "أكثر تساهلاً" خلال العام المقبل، إلى جانب سياسة مالية استباقية تهدف إلى تنشيط النمو الاقتصادي. وأشار محللون في بنك "أو.سي.بي.سي" إلى أن هذا التحول يعكس رغبة الصين في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وسط التغيرات العالمية المتزايدة.

على الجانب الآخر، يرى كلفن وونغ، كبير محللي السوق في "أواندا"، أن مزيدًا من التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة في الصين قد يعززان الطلب على الذهب، باعتباره أداة تحوط فعالة ضد تقلبات العملات وأسعار الفائدة المنخفضة.

التوترات الجيوسياسية تعزز الطلب على الذهب

إضافة إلى العوامل الاقتصادية، عاد الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى الواجهة، خاصة بعد إعلان الصين فتح تحقيق ضد شركة "إنفيديا" الأميركية بشأن انتهاكات لقوانين مكافحة الاحتكار. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، مما يدفع المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا مثل الذهب.

أداء أسعار الذهب والمعادن الأخرى

• الذهب الفوري: ارتفع بنسبة 0.35% ليصل إلى 2669 دولارًا للأوقية.
• العقود الآجلة للذهب: زادت بنسبة 0.22% لتسجل 2692 دولارًا للأوقية.
• الفضة: صعدت بنسبة 0.6% لتصل إلى 31.98 دولارًا للأوقية.
• البلاتين: تراجع بنسبة 0.4% ليبلغ 935.02 دولارًا للأوقية.
• البلاديوم: انخفض بنسبة 0.1% ليسجل 972.25 دولارًا للأوقية.

بيانات التضخم الأميركية تحت المجهر

فيما تواصل الأسواق مراقبة أسعار الذهب، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية لشهر نوفمبر، خاصة بعد تقرير الوظائف القوي الذي صدر الأسبوع الماضي. هذه البيانات ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد قرار الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

ويُتوقع أن يدعم خفض أسعار الفائدة، الذي يُرجح حدوثه خلال اجتماع الفيدرالي المقبل، الذهب، نظرًا لأن أسعار الفائدة المنخفضة تقلل من التكلفة البديلة لحيازة السبائك، ما يعزز جاذبيتها.

الاتجاهات المستقبلية للذهب 

من المتوقع أن ينهي الذهب عام 2024 بأداء قوي، مدعومًا بعوامل مثل:

1. زيادة مشتريات البنوك المركزية: يظل هذا الاتجاه أحد أبرز المحركات لأسعار الذهب، خاصة مع استئناف المشتريات الصينية.
2. سياسات التيسير النقدي: خفض أسعار الفائدة عالميًا يعزز الطلب على المعدن النفيس.
3. التوترات الجيوسياسية: استمرار النزاعات بين القوى الاقتصادية الكبرى يُحفز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

وفقًا للبيانات الحالية، سجل الذهب ارتفاعًا بنحو 28% حتى الآن هذا العام، مما يجعله على مسار لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ 2010.

خلاصة: مستقبل واعد للذهب

في ظل المزيج الحالي من سياسات التحفيز، الطلب المتزايد من البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية، يبدو الذهب مستعدًا لتحقيق مكاسب إضافية في الفترة المقبلة. ومع انتظار الأسواق للقرارات النقدية الأميركية والأوروبية، يظل المعدن النفيس أحد أبرز الأصول التي تجذب أنظار المستثمرين في العام الجديد.