سجلت أسعار النفط انخفاضاً كبيراً بأكثر من 4% خلال التعاملات الآسيوية ليوم الاثنين، وذلك بعد أن تبين أن الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع لم تستهدف المنشآت النفطية أو النووية، ولم تؤدِ إلى انقطاع إمدادات الطاقة هذه التطورات ساهمت في تخفيف حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما أدى إلى هبوط الأسعار بصورة ملحوظة.
أسعار النفط اليوم
هبطت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتها منذ الأول من أكتوبر وبلغ سعر خام برنت 72.19 دولار للبرميل، بانخفاض قدره 3.76 دولار، أي ما يعادل 4.5%.
أما خام غرب تكساس الوسيط، فقد انخفض سعره إلى 68.50 دولار للبرميل، بتراجع 3.28 دولار، أي بنسبة 4.6%، حسب بيانات "رويترز".
جاء هذا التراجع بعد موجة صعود حادة الأسبوع الماضي مدفوعة بترقب الأسواق لأي رد محتمل من إسرائيل إثر الهجوم الإيراني الصاروخي، بالإضافة إلى ترقب نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة.
العوامل المؤثرة على سعر النفط
شهدت أسعار النفط تقلبات شديدة خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت في تعاملات يوم الجمعة بعد تراجع استمر ليومين، مما أدى إلى تحقيق مكاسب أسبوعية. تركزت تحركات المستثمرين على احتمالية تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، إذ ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 2.3% واستقر قرب مستوى 72 دولارًا للبرميل، متجاوزًا متوسطه المتحرك لمدة 50 يوماً وفي المقابل، أغلق خام برنت فوق مستوى 76 دولارًا للبرميل.
العوامل الجيوسياسية وتوقعات السوق
تسببت الأحداث الجيوسياسية الأخيرة في تحريك سوق النفط بشكل كبير، حيث شهدت الأسعار تذبذباً ضمن نطاق واسع، متأثرة بالقلق من زيادة العرض مع نمو الإنتاج من الدول غير الأعضاء في تحالف "أوبك+"، وتزايد المخاوف من فائض محتمل في المعروض العام المقبل. كما أصدرت وكالة الطاقة الدولية تحذيراً بشأن تباطؤ الطلب العالمي، مدفوعة بتراجع النمو الاقتصادي في الصين.
نشاط التحوط ضد التقلبات
دفعت المخاوف من تقلبات الأسعار المستثمرين إلى تكثيف نشاطهم في سوق المشتقات، حيث شهدت السوق ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العقود المتداولة قبل الهجوم الإسرائيلي. بلغ الطلب على خيارات التحوط ضد ارتفاع الأسعار أعلى مستوياته منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، حيث احتفظ المتداولون بعدد قياسي من خيارات مزيج برنت تحسبًا لأي تصعيد محتمل.
اقرأ أيضاً : الين الياباني يسجل أدنى مستوى في ثلاثة أشهر أمام الدولار وسط ضغوط سياسية واقتصادية
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي
في الساعات الأولى من يوم السبت، شنت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث موجات من الضربات الجوية، استهدفت خلالها مواقع تصنيع صواريخ ومرافق عسكرية قرب طهران وفي غرب إيران. يُعد هذا الهجوم جزءاً من الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، لكنه لم يؤدِ إلى تعطيل إمدادات النفط بشكل مباشر.
أشار محللون إلى أن علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت مدرجة في أسعار النفط تراجعت بعد هذا الهجوم وأوضح "سول كافونيك"، محلل الطاقة في "إم إس تي ماركي"، أن الهجوم المحدود، والذي لم يشمل منشآت النفط، أعطى أملًا بتهدئة محتملة للأوضاع، خاصة إذا لم تقم إيران بالرد.
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط
على الرغم من تراجع المخاطر الفورية، يبقى الاتجاه العام نحو احتمال التصعيد في منطقة الشرق الأوسط وقد يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار النفط في المستقبل، إذ يتوقع المحللون أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى قفزة في الأسعار في هذا السياق، أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم "أوبك+"، على خططها لإبقاء الإنتاج ثابتاً، مع نية بدء زيادة الإنتاج في ديسمبر المقبل.
وقام "سيتي ريسيرش" بتخفيض توقعاته لأسعار خام برنت للأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، مشيراً إلى أن الأسواق لن تعتبر الهجوم الإسرائيلي الأخير بمثابة تصعيد جيوسياسي يستوجب ارتفاع أسعار النفط.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
وفي سياق منفصل، أبقى غولدمان ساكس على توقعاته لسعر النفط دون تغيير عند مستوى يتراوح ما بين 70 و85 دولاراً لبرميل خام برنت في 2025، وتوقع البنك أن يكون تأثير أي تحفيز في الصين متواضعاً مقارنة بعوامل أكبر مثل إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
تقييم الخبراء
وذكر محللو البنك في مذكرة نُشرت الإثنين أنه من غير المرجح أن ينظر السوق إلى العمل العسكري الإسرائيلي الأخير كتصعيد يؤثر على إمدادات النفط ومن جانبه، صرّح "آندي ليبو"، رئيس "ليبو أويل أسوشيتس" لشبكة "سي إن بي سي"، أن تجاهل إسرائيل، وربما بتشجيع أمريكي، استهداف المنشآت النفطية أعاد الأسواق إلى التركيز على مسألة الفائض في المعروض العالمي.
وقال محللون إن علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تراكمت في أسعار النفط تحسبا للهجوم الإسرائيلي تراجعت.
