وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، متجاوزة حاجز 2700 دولار للأوقية للمرة الأولى في التاريخ. تأتي هذه الزيادة في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية وتوجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، بالإضافة إلى توقعات بتغيير السياسات النقدية العالمية. في هذا المقال، سنلقي الضوء على أسباب ارتفاع الذهب وتوقعات الأسعار في المستقبل.
العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب
1. الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
أدى تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن. مع تصاعد الصراعات، يسعى المستثمرون إلى حماية أصولهم في ظل عدم الاستقرار السياسي. هذه الظروف تجعل الذهب خيارًا مفضلاً للحفاظ على القيمة.
2. الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة
تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة مصدر قلق إضافي للأسواق. مع تزايد حالة عدم اليقين حول نتائج الانتخابات، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة لتجنب المخاطر المحتملة في الأسواق المالية. هذا الاضطراب السياسي يعزز من قوة الطلب على المعدن النفيس.
3. تخفيف السياسات النقدية
ساهمت بيئة السياسات النقدية التوسعية التي تبنتها العديد من البنوك المركزية، بما في ذلك الفيدرالي الأمريكي، في تعزيز أسعار الذهب. خفض الفائدة الأخير بمقدار نصف نقطة مئوية كان من بين العوامل التي دفعت الذهب لتحقيق مكاسب قياسية. ومن المتوقع أن تستمر هذه السياسات في دعم الأسعار.
أداء الذهب في الأسواق
1. الأسعار القياسية الجديدة
خلال تعاملات يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول الساعة 8.45 بتوقيت تركيا ، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصلت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر إلى 2729.4 دولار للأوقية، في حين بلغ سعر التسليم الفوري 2714 دولارًا للأوقية هذا الأداء التاريخي يعكس قوة المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
2. أداء متميز في عام 2024
ارتفعت أسعار الذهب بحوالي 2% خلال الأسبوع الأخير، ليصل مجموع المكاسب السنوية إلى أكثر من 30% يُعزى هذا الأداء القوي إلى التوترات الجيوسياسية وتوقعات استمرار تخفيضات أسعار الفائدة، ما يعزز الطلب على الذهب.
قد يهمك : دليل شامل عن الاستثمار في الذهب
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
1. توقعات جمعية سوق السبائك
توقع مندوبو الاجتماع السنوي لجمعية سوق السبائك في لندن أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع لتصل إلى 2941 دولارًا للأونصة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة هذه التوقعات تأتي في ظل استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتخفيف السياسات النقدية.
2. تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية
على الرغم من الارتفاعات القياسية، شهدت أسعار الذهب بعض التراجع بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أشارت إلى زيادة مبيعات التجزئة في سبتمبر/أيلول، وانخفاض غير متوقع في معدلات البطالة هذه الأرقام قد تشير إلى احتمال تحول الفيدرالي الأمريكي نحو سياسات نقدية أكثر تشددًا، مما قد يؤثر على حركة الذهب.
3. نطاق تداول الذهب المتوقع
يتوقع المحللون في بنك "بي.إم.آي" أن يتداول الذهب في نطاق يتراوح بين 2500 و2800 دولار للأوقية في الأشهر المقبلة هذه التوقعات تستند إلى استمرار تأثير التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التوسعية.
الخلاصة : يظل الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين في أوقات الأزمات وعدم اليقين، مدفوعًا بالظروف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية مع توقعات استمرار ارتفاع الأسعار في ظل السياسات النقدية التوسعية والتوترات الجيوسياسية، يبدو أن الذهب سيواصل جاذبيته كأحد أهم الأصول الآمنة في الأسواق العالمية.
